رفض دوري الدرجة الأولى الاستسلام وبقيت إثارته مستمرة حتى آخر صافرة مباريات الدور النهائي التي حملت جولته الأخيرة تحولات مثيرة للغاية تمحورت في مباراة السيب مع فنجاء التي بقيت المعالم الأساسية والرئيسية في هذا الدوري مجهولة حتى الدقيقة 97 من المباراة التي غيرت كل ما سبق. فهدف فنجاء وهو هدف التعادل في مرمى السيب منح بهلا لقب بطل دوري الدرجة الأولى وجرد السيب من اللقب وصعد بفنجاء إلى دوري عمانتل وحرم الوسطى من الصعود لدوري عمانتل لأول مرة في تاريخه.
السيب كان يحتاج للفوز أو حتى للتعادل في حال تعادل أو خسر بهلا، وفنجاء كان بحاجة للتعادل للعودة لدوري الأضواء، وبهلا كان بحاجة للفوز على السلام مقابل تعثر السيب ولو بالتعادل مع فنجاء .. وتحقق ما كان يصبو إليه بهلا تماما ففاز على السلام وأحرز اللقب مستفيدا من تعادل السيب مع فنجاء، وصعد فنجاء بالتعادل القاتل ، فيما خرج الوسطى الذي حقق الفوز على البشائر بهدفين لهدف من المنافسة بعد تعادل فنجاء.
دوري الدرجة الأولى المثير وحرارة المنافسة فيه أقوى من مثيلتها في دوري عمانتل أسدل الستار على منافساته هذا الموسم، فتوج بهلا بلقب البطولة وتسلم الدرع، وحل السيب ثانيا وفنجاء ثالثا، وصعدوا معا لدوري عمانتل، فيما لم يحقق الوسطى المجتهد، والبشائر المتطور، والسلام الذي عانى كثيرا الطموحات وبقوا معا في دوري الأولى.ويكفي أن نشير إلى تساوي كل من السيب وبهلا بعدد النقاط 20 لكل منهما ولكن الأفضلية كانت لبهلا بفارق المواجهات المباشرة بينهما، وبرصيد 15 نقطة حل فنجاء ثالثا ، والوسطى رابعا برصيد 14 نقطة، والبشائر خامسا 10 نقاط، وأخيرا السلام 5 نقاط.
مباريات الجولة العاشرة والأخيرة من المرحلة النهائية لدوري الأولى شهدت الكثير من الإثارة على المدرجات وفي أرض الملعب، وتسبب رمي القنابل الدخانية الملونة لتوقف مباراة السيب وفنجاء لبعض الوقت، وتوترت الأجواء والأعصاب في المباراة ومن ثم كانت الفرحة الكبيرة للاعبي وجماهير فنجاء… فيما بقي حلم الصعود قريبا للغاية من الوسطى المجتهد حتى الدقيقة 97 من مباراة السيب وفنجاء…. وهكذا هي كرة القدم، من جديد يثبت دوري الأولى أنه ساحة حقيقية للمنافسة في كرة القدم العمانية جماهيريا وفنيا وهو ما لمسناه هذا الموسم وقبله من المواسم السابقة وكان يمكن لهذا الدوري أن يكون أكثر فائدة ويمكن أن يكون اضافة فنية لو كانت العناية أو الاهتمام به أفضل …. ولكن هناك الكثير من الحجج والأعذار لتبرير ذلك.
أسماء تقليدية وصعود مستحق
الأندية الصاعدة لدوري عمانتل سبق لها أن لعبت بهذا الدوري وبصمت فيه بقوة كما هي حالة فنجاء، وكان لها دورا كبيرا كما هي حالة السيب، في حين يتطلع بهلا إلى وضع بصمته بقوة هذا الموسم وان كان من المبكر الحديث عن ذلك. ولكن يجب العمل من الآن من أجل توفير كل مستلزمات المنافسة أو البقاء في دوري عمانتل خاصة وأن الجميع يعلم تماما حالة النادي المادية ووضع استثماراته. بهلا البطل حقق اللقب والصعود بجدارة وكان أكثر الفرق توازنا في كافة المباريات، وهو لم يخسر إلا بصعوبة وهو أقل الفرق خسارة في الدوري خلال المرحلتين، وامتلك مجموعة متجانسة من خلال وجود عدد من اللاعبين الذين يجمعون بين الخبرة والشباب اضافة لامتلاكه مدرب له بصمته في الكرة العمانية وهو المدرب التونسي محمد العذاري الذي قدم فريقا جيدا ومنافسا وضح توازنه، وامتلاكه مقومات المنافسة منذ مباريات الدور الأول.يجب أن يرفع بهلا طموحاته الموسم المقبل وأعتقد أن الطريقة التي تم تسيير أمور الفريق الكروي هذا الموسم يمكن الاعتماد عليها الموسم المقبل مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق في المنافسة والإمكانيات والقدرات وأيضا ما يتطلبه الفريق من أموال… بهلا بكل جدارة استحق التتويج بناء على ما قدمه من عروض متوازنة، وما حققه من نتائج ايجابية اضافة لمحافظته على توازنه طيلة مراحل الدوري وهذا لم نعهده من فرقنا بشكل عام.
في المباراة الأخيرة من الدوري حقق بهلا فوزا كبيرا على السلام بسبعة أهداف لهدف، فسجل له اداما، وحسام القاني ومحمد الصوافي من جزاء، وحسني الهنائي هدفين، وياسر شوشرة، وعبد الله الصوافي ، وسجل للسلام وليد الفارسي.
السيب من الفرق المرشحة بقوة منذ بداية الموسم للصعود، ولم يخيب الفريق هذه الترشيحات وكان صعوده مجرد وقت فقط وكان أول الصاعدين وهذا ما جعل لاعبيه يلعبون براحة أكبر في آخر مبارتين. السيب يملك أكبر تشكيلة من اللاعبين الدوليين في مختلف المنتخبات، وأيضا لاعبين على مستوى جيد من أصحاب الخبرات والمواهب الشابة اضافة لرديف من اللاعبين الجاهزين. السيب تأخر في الانطلاقة القوية هذا الموسم بسبب تأخر الفريق في الإعداد وتأخر وصول المدرب، ولم يدخل الشك نفوس عشاقه بقدرتهم على العودة لدوري عمانتل وهو مرشح بقوة للعب دور كبير الموسم المقبل في دوري عمانتل بعد أن كان منافسا قويا ومرشحا فوق العادة للمنافسة على لقب مسابقة الكأس بعد إبعاده النصر وظفار. السيب لديه الكثير ليقوله ومن المتوقع أن يكون جمهوره حاضرا بكثافة في الموسم المقبل.
في المباراة الأخيرة مع فنجا لعب الفريق بطريقة جيدة ولم يكن لديه الكثير من الحوافز بعد أن حقق هدف الصعود مبكرا، واستطاع العودة للمباراة رغم تأخره بهدف، وسرعان ما تقدم بهدفين قبل أن يدرك فنجاء التعادل بالدقيقة 97 وهو ما حطم طموحات الكثيرين خاصة مشجعي ولاعبي السيب، وطموحات وتطلعات نادي الوسطى.
فنجاء الذي اعتمد على العديد من أصحاب الخبرة والشباب بقيادة مدرب شاب هو سلطان الطوقي تجاوز كل الصعوبات والمطبات خاصة بعد تعرضه لعدة خسارات متتالية في الدور الحاسم هددت طموحات الصعود. والفريق لم ييأس في المباراة الأخيرة مع السيب وحقق التعادل الذي كان كافيا للعودة من جديد لدوري عمانتل. فنجاء لم يقف موسمه عند هذا الحد فهو أحد فرسان المربع الذهبي لمسابقة كأس حضرة صاحب الجلالة وسيكون له موقعة نارية قريبا مع مرباط في ذهاب دور نصف النهائي.
الوسطى من الفرق التي فرضت نفسها بقوة خاصة هذا الموسم، وهو يتصاعد ادائه ونتائجه بصورة واضحة، وكان الفريق قريبا جدا من تحقيق انجاز تاريخي هذا الموسم لولا هدف فنجاء المتأخر في تلك الدقيقة . ويحسب لمدربه ناصر الحجري ما فعله في الفريق حتى وصل لهذا المستوى والحد من المنافسة. البشائر من الفرق الجيدة التي لعبت دورا مميزا بقيادة المدرب السوري عساف خليفة، في حين كان السلام أكثر الفرق تراجعا بعد أن كان الابرز في دور المجموعات بسبب ظروفه المادية واضراب لاعبيه وعدم حضورهم التدريبات.